بيت القرين ...


جسدت معركة بيت القرين التي وقعت في 24 فبراير 1991 بين المقاومة الكويتية وقوات النظام العراقي البائد الوحدة الوطنية في ابهى صورها فخلدتها الدولة على هيئة متحف يحفظها للاجيال .


شهدت المعركة التي قادها 19 شابا كويتيا ينتمون الى مجموعة المسيلة المقاومة فاستشهد منهم 12 وقدموا مثالا للوحدة الوطنية ولدور الشعب الكويتي في مقاومة المحتل.


ويعتبر بيت القرين الذي تحول الى متحف وطني بناء على امر سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح يتبع المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ليكون صرحا للاجيال القادمة لتتعرف على التضحيات التي قدمها ابناء الكويت في ظل ظروف الغزو والاحتلال.


ويحتوي المتحف على مجموعة من صور الشهداء ومجسمات والاسلحة التي استخدمت في المعركة وقد قام المجلس باعادة ترميم المنزل وبعض المواقع التي تهدمت والتي قد تؤثر على سلامة المبنى.


ويروي احد الابطال الذين شاركوا في معركة القرين وهو حازم جابر صالح  جانبا من تفاصيلها موضحا انه في 24 فبراير 1991 ومع قرب الهجوم البري لقوات التحالف انقطعت الكهرباء في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل "وكنا نستعد للانتقال الى الخط الساحلي للفحيحيل والفنطاس اذ كانت هناك معلومات عن قرب حدوث انزال بحري بالتنسيق بين مجموعتين للمقاومة هما مجموعة المسيلة ومجموعة غرب الفنطاس".


وقال صالح انه في الساعة الثامنة من صباح ذلك اليوم بدأت القوات العراقية باعتقال شباب الكويت من المنازل لاستخدامهم كدروع بشرية واسرى حرب وحين اعلن عن الهجوم البري كانت الفرحة كبيرة "فجاء اليوم الذي نؤدي فيه الدور في كشف مواقع العدو واماكن تمركزهم من اجل تسهيل عمليات الهجوم البري ومهاجمة القوات العراقية التي بدأت بالانسحاب".


واضاف ان الاتفاق "هو ان نرتدي زيا خاصا بالمقاومة كتب عليه من الامام مجموعة المسيلة ومن الخلف قوة الكويت حتى تستطيع قوات التحالف تمييزنا وخلال هذه الاثناء وصلت سيارة استخبارات عراقية كانت تجوب المنطقة بحثا عن الشباب الكويتي يتبعها حافلة صغيرة بها عدد من الجنود"


واوضح ان السيارة توقفت " امام منزل القيادة في القرين وهو بيت الشهيد بدر ناصر العيدان وترجل احد الجنود العراقيين وطرق الباب فلم يستجب له احد فأمر الضابط احد الجنود بالقفز من فوق سور المنزل".


واشار الى انه "خلال هذه الاثناء كان قائد المجموعة سيد هادي العلوي يراقب المنزل من الداخل فادرك العراقيون ان البيت يؤوي مجموعة من الشباب الكويتي فتم محاصرة البيت حتى الساعة الثانية ظهرا فكنا في موقف حرج فاما الاستسلام والرضوخ للاسر والاعدام او الدفاع عن الوطن".


وقال ان هادي بادر باطلاق النار على الجندي العراقي واستمر تبادل اطلاق النار من الساعة الثانية الى الساعة السادسة مساء وخلال هذه الاثناء استعان الجنود العراقيون بالدبابات والمدفعية وقوات الحرس الجمهوري فتم محاصرة المنزل من جميع الاتجاهات.


واضاف ان هادي طلب من المقاومين التوزع في جميع انحاء المنزل والمنازل المجاورة لتشتيت وتفريق قوة العدو "وخلال هذه الساعات كانت تنهمر علينا قذائف من المدافع والدبابات في حين كنا نستخدم سلاحا خفيفا مقارنة بسلاح وتجهيزات الجيش العراقي".


واضاف ان المعركة انتهت باستشهاد قائد المجموعة هادي ويوسف خضير علي وعامر فرج العنزي واسر بقية افرادها وهم جاسم محمد علي ومبارك علي صفر وابراهيم علي صفر وعبدالله عبدالنبي مندني وخليل خيرالله البلوشي وخالد احمد الكندري وحسين علي رضا ومحمد عثمان الشايع وبدر ناصر العيدان حيث تم اعدامهم في مخفر صباح السالم والقيت جثثهم في منطقة قسائم القرين .


وعن الناجين من المعركة قال صالح ان الله اختار الشهادة ل12 مقاوما وكتب النجاة لمن تمكن من الخروج الى المنازل المجاورة في الساعات الاولى من المعركة او الذين لم يتمكن الغزاة من العثور عليهم بين حطام المنزل بسبب الظلام الدامس لانقطاع التيار الكهربائي.


واشار الى ان الناجين اضافة اليه هم سامي سيد هادي العلوي ومحمد يوسف كريم وجمال ابراهيم البناي وطلال سلطان الهزاع ومشعل المطيري وبدر السويدان واحمد جابر صالح .


وافاد بان مجموع اعضاء مجموعة المسيلة (قوة الكويت) كان يبلغ 31 فردا .


وعبر صالح عن امله بان يأخذ الجيل الحالي الدروس والعبر ليس من هذه المعركة ولكن من موقف الشعب الكويتي الذي صمد امام الظلم وآمن بعدالة قضيته .

هناك تعليقان (2) :

 
سما المنوعات © 2010 | Designed by Chica Blogger | Back to top